القائمة الرئيسية

الصفحات

ذكاء إدارة الخلافات وقت النزاعات أو الاختلاف

كيف ندير الخلافات


معظم العائلات تدخل في خلافات من وقت إلى آخر، لكن المهم في الأمر هو كيف تتعاطى مع النزاعات (أو لا تتعاطى معها) وكيف يتم حلها (أو عدم حلها). فليس من الضروري أن تدمر العلاقات، وبالتالي البيئة التي يعيش فيها الطفل. فحتى الأشخاص الذين يتمتعون بعلاقات ناجحة والعائلات المتماسكة تعاني من الخلافات والنزاعات. هذه حقيقة. لكنهم يحافظون على احترامهم لبعضهم البعض ويعترفون بخلافاتهم ويعبرون عن آرائهم ومشاعرهم. 

والآن دعونا نتحدث عن الآليات الأساسية للخلاف. لأي نزاع سياق. هذا ما تختلفون حوله. ثم هناك ما تشعرون به حول النزاع وكيف يشعر الشخص الآخر حوله. وهناك المعالجة، أي كيف تعملون على حل المشكلة. 

لمعالجة الاختلاف، من الضروري أن تعرف شعورك حول السياق وتعبر عنه. والخطوة الثانية هي أن تعرف ما يشعر به الشخص الآخر حول هذا السياق وتأخذ مشاعره بعين الاعتبار. فمن دون التعبير عن هذه المشاعر، سوف يتفاقم تأزم الطرفين وهما يلعبان ما أسميه "تنس الوقائع“، حيث يقوم كل طرف بقذف الأسباب من فوق الشبكة للطرف الآخر والبحث عن أكبر عدد ممكن من الكرات لقذف الآخر بها. في أسلوب الخلاف هذا، يصبح الهدف من النزاع تجميع النقاط وليس التوصل إلى حل يرضي الطرفين. فالبحث عن نقاط الاختلاف ومعالجتها يتمحور حول التفهم والتسوية، وليس حول الربح. 

دعونا نتناول جدلاً عائليا نموذجياً حول موضوع الجلي. الجلي هو السياق، ثم هناك ما يشعر به الطرفان المتنازعان. هذا ما يحدث عندما تتحول المعالجة إلى تنس وقائع: 

رامي الكرة: المشكلة هي أنك إذا لم تجل الصحون فإن الطعام سيتصلب عليها ويصبح تنظيفها أصعب، لذلك يجب أن تجليها على الفور. 15 – صفر 
المستقبل: لكي لا أضيع وقتي خلال النهار، أفضل أن أترك الصحون حتى المساء وأجليها كلها دفعة واحدة. 15_15-

رامي الكرة؛ ترك الصحون مكومة في المجلى هكذا ليس صحياً. 30 - 15
 المستقبل: أي بكتريا متراكمة تموت بعد الجلي. 30 - 30
 رامي الكرة: لكن الصحون القذرة تجذب الذباب. 40 – 30 
المستقبل: نحن في فصل الشتاء. ليس هناك أي ذباب على الصحون. تعادل وهكذا.
 وعندما تنفذ جعبة أحد الطرفين من الأسباب ويعتبر "خاسراً في المباراة فإنه لا يشعر بالحب أو الود تجاه خصمه. وإذا شعر "الرابح بالزهو، فيكون ذلك على حساب شريكه. هناك أسلوب ثان يلجأ إليه البعض في التعاطي مع الخلافات والنزاعات أطلق عليه اسم "انظر، سنجاب!“، أو الإلهاء. فعوضاً عن الخوض في ما يزعجك أو يزعج شخصاً آخر، تعمد إلى تغيير الموضوع. تلاحظ أن الصحون مكومة في المجلي، وعوضاً عن الحديث عن هذه المشكلة تقول أو تفعل شيئاً آخر. ربما يبدو هذا الأسلوب مقبولاً – فلا بأس من تأجيل الحديث عن مشكلة ما – ولكن ليس من المقبول تفادي الخوض في المشكلات بشكل كامل. فإذا تفادينا النزاعات جميعها فإننا نميل بعد ذلك إلى تفادي الحميمية أيضاً؛ فعندما تتكاثر التابوهات يصبح التعاطي المهذب بين الشريكين خطرا يهدد بالعزلة. يتمثل الأسلوب الثالث في لعب دور الضحية. ويتجلى هذا الدور في قولك، لدى وصولك إلى المنزل، "لا تهتمي بالجلي، أنا سأجلي". لسوء الحظ، ما يحدث في حالات كهذه هو أن الضحية، وعوضا عن توليد الشعور بالذنب لدى الآخرين، يصبح شخصا ساخطا يلقي باللوم على الآخرين أو يتحول إلى جلاد يكيل الشتائم للآخرين. يشن الجلاد هجومه: "أنت شخص حقير لأنك لم تجل الصحون. مثل خنزير لا يعرف معنى النظافة. فإن كنت الشخص المعني بهذا التعليق ستشعر بالرغبة في الرد. لا يساهم أي من أساليب النزاع هذه في خلق جو عائلي مناسب. فالنزاع يشعر الأطفال بالخطر ويهدد إحساسهم بالأمان ويعيق انفتاحهم على الآخرين وفضولهم تجاه العالم. وعوضاً عن ذلك، يتم تحويل طاقتهم وتركيزهم إلى وضعية الطواري ما هي، إذا، الطريقة المثلى لإدارة الخلاف؟ عندما تعالج أي خلاف، ركز على مسألة واحدة وفكر في الموضوع الذي يتمحور حوله الخلاف. لا تراكم ضغائنك ثم تصبها على الشخص الآخر دفعة واحدة. ابدأ بتوضيح الشعور الذي تولده فيك المشكلة، وليس بالهجوم أو إلقاء اللائمة. نعود إلى موضوع الجلي... "أشعر بالضيق عندما أعود إلى المنزل بعد أن غسلت كل شيء صباحاً وأرى المزيد من الأطباق الوسخة. ما يريحني هو أن تغسل الأطباق التي تستخدمها خلال النهار.



الأسلوب الأمثل لا يتمحور حول الربح، بل حول التفاهم يمكن أن يأتي الجواب على هذا النحو، "أنا آسف، حبيبتي، لا أريد أن تشعري بالضيق. كان لدي عمل كثير. أعرف أن منظر الصحون مزعج". وربما يأتي الرد على هذه الشاكلة، "أجل، لديك الكثير من العمل. لا بأس. ما رأيك لو تغسل أنت الصحون وأنا أنشفها؟. من الأفضل أثناء الخلاف أن تستخدم صيغة "الأنا، عوضاً عن صيغة "الأنت؛ فعلى سبيل المثال، أن تقول "أشعر بالانزعاج عندما لا ترد عليي وأنت تتكلم على الهاتف، عوضاً عن قولك "أنت تتجاهلني دائماً عندما تتكلم على التلفون. لا أحد يحب أن يقوم شخص آخر بتوصيفه وتحديد شخصيته. فحين تصف شعورك تجاه ما تسمعه أو تراه فأنت تتحدث عن نفسك، وهذا أقل وقعا على الشخص الآخر. 
بالطبع، ليس هناك طريقة تضمن "فعالية" التعبير عن الاستياء، بمعنى أن تضمن لك تحقيق ما تريد. لكن التعامل الجيد مع الآخرين لا يتمحور حول الاستغلال، بل يهدف إلى بناء علاقات جيدة. لذلك فإن التعبير بوضوح عن مشاعرك ورغباتك يعزز من قدرتك على بناء علاقات جيدة، إن استخدام صيغة "الأنا" وتفادي صيغة "الأنت“، والتعبير عن مشاعرك واحترام مشاعر الآخر، هي الطريقة المثلى لمعالجة الخلافات التي تنشأ في كل عائلة. فضلاً عن أن ذلك سيعزز شعور أطفالك بالأمان بما أنه يخفف من السخط ويرسخ التفاهم. كما أنهم سيعتمدون هذا الأسلوب المحترم والذكي في نزاعاتهم المستقبلية كونه مثلاً يحذونه. أحد الأسباب التي تؤدي إلى نشوء الخلافات، في الدرجة الأولى، هو اعتقاد أحدهم أنه قد تعرض للهجوم المتعمد في الوقت الذي لا يكون ذلك قد حصل فعلاً. 
author-img
مدونة تهتم بنشر المقالات المتعلقة بالصحة والطب والاستخدام الصح للدواء https://motherlolo.blogspot.com

تعليقات